شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
تفسير سورة الكهف
45251 مشاهدة print word pdf
line-top
رحلة موسى إلى الخضر وسببها

نبدأ في القصة الثالثة في سورة الكهف: وهي قصة موسى مع الخضر
مر بنا في صحيح البخاري سبب هذه القصة؛ فأولا: ما ذكر أن: ابن عباس قيل له: إن نَوْفًا البِكَالي يزعم: أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بن عمران وإنما هو موسى آخر، فقال ابن عباس كذب عدو الله، ويريد بذلك: أخطأ؛ وذلك لأن نوفا الْبِكَالي من مُسْلِمة أهل الكتاب، ومن الذين قلدوا ما وجدوه في كتبهم، بما فيه تحريف فادعى: أن موسى الذي ذكر في هذه القصة، أو وجد في كتبهم: أنه ليس هو موسى بن عمران الذي أرسله الله إلى فرعون وإلى قومه، وقالوا: كيف يكون موسى بن عمران جاهلا بهذه الأحكام؟ وكيف يكون محتاجا إلى زيادة تعلم مع أن الله تعالى كَلَّمَهُ تكليما، ومع أن الله أنزل عليه التوراة التي كتبها الله بيده؟ فقال له: يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ قال الله: وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا فهذا دليل على أن الله كتب فيها مواعظ من كل شيء، فكيف يحتاج إلى أن يتزود إلى ما عند الخضر من العلم؟
ولكن جاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فاصلا في هذا الموضوع، ومبينا أنه موسى وأن موسى - عليه السلام - أراد أن يتزود إلى علمه، الذي فتح الله عليه، وعلمه، وأن يضيف إليه ما يتعلمه من الخضر الذي هو نبي من أنبياء الله تعالى؛ فذُكِر سبب الحديث، وهو: أن موسى مَرَّة تكلم في قومه، وبسط الكلام، وتوسع فيه، وذكر أحكاما غريبة، وأحكاما عجيبة كثيرة؛ فأعجب الحاضرين ما فتح الله عليه، وما عنده من العلوم؛ فعند ذلك سأله بعض الحاضرين، وقال له: هل هنا أحد أعلم منك؟ فلم يكن عنده علم: بأن الخضر موجود؛ فعند ذلك قال: لا. أي: لا يوجد، ولا أعلم أحدا أعلم مني.
ولما كان الواجب عليه أن يرد العلم إلى الله عتب الله عليه. يعني: كان الواجب أن يقول: نعم، هناك من أعلم مني، وإن كنت لا أدري به، أو يقول: الله أعلم. الله أعلم هل هنا من هو أعلم مني أم لا ؟ فلما لم يرد العلم إلى الله تعالى عاتبه الله، وقال له: بلى، إن هنا من هو أعلم منك. من هو؟ قال الله: عبدنا الخضر ولما ذكر الله له أن هذا العبد الذي هو الخضر أعلم من موسى أحب موسى أن يلقاه، فقال: يا رب، هل من سبيل إلى أن ألقاه، وأتزود من علمه؟ فأجاب الله تعالى طلبته، وجعل له علامة. أولا: أخبر بمكانه، وأنه بمجمع البحرين، وثانيا: أمر بأن يحمل معه حوتا في زمبيل، وقيل له: متى فقدت ذلك الحوت فإنك ستجد الخضر في ذلك المكان، والحوت: معلوم أنه ميت، ولذلك يحملانه في هذا الزمبيل مع كونه ميتا؛ فلذلك عزم على أن يسافر إلى الخضر لماذا؟ ليتزود من العلم.

line-bottom